Thursday 19 December 2013

دراجة الرديف

في التدوينة السابقة لم أعرف المصطلح العربي لكلمة 
Tandem
 فما كان مني إلا أن سألت أهل الخبرة في موقع الجاريات، الذين قاموا بدورهم باستفتاء متابعيهم لاختيار كلمة لتوصيف هذا النوع من الدراجات، إلى أن تم اعتماد  دراجة الرديف.

كما أعلن موقع الجاريات هذا المصطلح في يوم اللغة العربية، فإنني كذلك أعتبر هذا الإنجاز إهداءاً للغة العربية في يوم اعتمادها كلغة رسمية معتمدة من قبل الأمم المتحدة الموافق ديسمبر ١٨. 

Thursday 12 December 2013

Tandem


رأيت مثل هذه الدراجة الهوائية من قبل، ولدي دبوس مثلها تقريبا ولكن بلون أخضر. بالنسبة لي أي دراجة بعجلات (أو بسكليت كما يسميها البعض) هي رمز للتوازن والقوة والصحة. 

في الحقيقة، لم أعرف يوماً ماذا يسمون الدراجة ذات المقعدين، ولكنني سمعت بها في يوم معرض الشارقة للكتاب، قابلت صديقة  ألمانية، تعرف أنني كنت أتعلم الألمانية ثم توقفت لاستكمال دراساتي العليا في لندن -- أي توقفت لأكثر من ٧ سنوات حاولت مراراً العودة إلى المعهد في لندن ثم في أبوظبي لشهرين أو أكثر، إلا أنني كنت أشعر أنني أفقد مهاراتي اللغوية، مما جعلني أشعر بالإحباط لأبعد الحدود، والأمرُّ أنني كلما ذهبت إلى ألمانيا كلما ازداد حزني لأنني أشعر أنني أفقد اللغة. 

صديقتي هذه تعرف أنني لا أنوي العودة إلى المعهد حتى أستعيد ثقتي بنفسي فقالت: " هل ترغبين بمراجعة اللغة الألمانية عن طريق الـ tandem ؟" لم أفهمها، وبالطبع قرأت هي علامة الإستفهام والتعجب على وجهي، فقالت ببساطة: "هل تعرفين الدراجة الهوائية ذات المقعدين؟؟ هكذا، أنت بحاجة إلى شخص آخر لتقوديها، والشخص الآخر بحاجة إليك! أعرف سيدة ألمانية كانت تتحدث اللغة العربية بطلاقة ولكنها نسيتها، وتريد مراجعتها مع أحد، فإذا رغبت أضعكما على تواصل."
الفكرة أعجبتني، فسألتها إن كانت السيدة مدرسة لغة، فقالت أبدا ولكن الألمانية لغتها الأم وبالتالي تستطيع أن ترفع من مستواك عند حديثك معها بالألمانية كما ستساعدينها في استعادت لغتها العربية!"

بدت الفكرة ذكية، قررت خوض التجربة، وقبل مقابلة السيدة، بحثت في الإنترنت عن هذا الأسلوب في تعلم لغة أجنبية فوجدت أن الكثير قد مارسوه من قبل ونجحوا في اكتساب لغات، tandem هو باختصار تبادل لغوي بين شخصين من ثقافتين مختلفتين ولغتين مختلفتين!

قرأت حول الموضوع واكتشفت أنه معتمد من البعض منذ أكثر من قرن ---إذا لم يكن قرنين!!--- بدأت بفكرة من رجلين إنجليزيين في حوالي عام ١٨٠٠، ولكن الألمان طوروه كطريقه ممنهجة لاكتساب لغة أخرى عام ١٩٦٠ وما لبثوا إلا أن اعتمدوا مصطلح tandem كمصطلح رسمي لوصف هذا المنهج من قبل الألمان أيضا عام ١٩٦٨، فتم  تنفيذه رسمياً في مشروع كان يعتبر الأول من نوعه كطريقة للتبادل اللغوي بين فئة اليافعين الألمان والفرنسيين.

بعد حوالي خمس سنوات، كرر الألمان المشروع ذاته مع العمالة المهاجرة في ألمانيا، وتحديداً مع عمالة الأتراك، عام ١٩٧٣ في ميونخ، تبعتها مدينة بريمن التي تبنت المشروع كوسيلة لتعليم اللغة الألمانية للمهاجرين. مدينة فرانكفورت سعت إلى تطبيق المشروع كذلك بعد عشرة سنوات أي عام ١٩٨٣ ، ولكن بطريقة مطورة حيث أنه أصبح نظاماً مدرسياً قائماً بذاته، يجلس في غرفة صغيرة شخصين ويبدآن بالمحادثة -- تعتبر هذه نقلة نوعية لأن طريقة الـ tandem أخذت طابعا مدرسياً ممنهجاً في مدرسة أطلق عليها "الأتراك في فرانكفورت" فتمكن الأتراك المهاجرين من تعلم اللغة ووسعوا معارفهم حول الثقافة والعادات والتاريخ الألماني*.

tandem طريقة فعالة لاكتساب لغة، كما أنني أراها أسلوبا للحياة، فمرة أخرى أكرر دراجة الـ tandem بالنسبة لي هي رمز للتوازن والقوة والصحة!

والآن، إلى أين وصلت بعجلة الـ tandem هذه. صدق أو لا تصدق، كنا قد اتفقنا أنا والسيدة الألمانية على أن نتحدث حول رسم بياني باستخدام مصطلحات علمية مثل (ارتفعت النسبة بـ ، هبط المؤشر فجأة، ... إلخ من مصطلحات الإحصاء والرياضيات) المهم، أنني حقيقة تململت من هذا الواجب، فلقد كان علي أولا تحليل الرسم البياني ثم كتابته باللغة العربية، ثم محاولة ترجمته في مترجم Google --الذي كان يترجم بطريقة سيئة للغاية، مما اضطرني إلى إعادة صياغة الجمل و و و و و .. هذا كله غير مهم! 

الأهم، هو أنني فكرت بشيء آخر، قلت في نفسي ربما لو اخترت رسما أجمل لتفاعلت مع الموضوع أكثر، فوجت هذا الـInfographic الذي يتحدث عما إذا كان مصممي الجرافيكس قراءاً أم لا:

مصدر الصورة

أعجبتني الفكرة كثيراً، فتركت اللغة الألمانية، والواجب كذلك، وقضيت فترة ليست بالقصيرة وأنا أنظر وأعيد النظر وأقرأ وأفكر حول هذا الموضوع. لقد توصلت مجموعة الطلبة هذه إلى أن شعبتهم (أي مجموع ١٩ طالباً) يقرؤون مجموعين ما معدله ٨٠ ساعة في الأسبوع، والذي يعادل ٤١٣٤ ساعة في السنة ، والأهم أنهم ختموا رسمهم البياني المبسط هذا بـعبارة: (هذا ١٧٢ يوماً من القراءة).

بالتأكيد لدي الكثير من الملاحظات السلبية حول الدراسة -- ولكنها لم تهمني على الإطلاق، ما  أهمني أكثر أنهم كانوا يسمعون من ينعتهم كمصممي جرافيكس بأنهم لا يقرؤون وأرادوا إثبات عكس ذلك. 

فتذكرت أسوأ شيء أسمعه في المجتمعات العربية (((الشعوب العربية شعوب لا تقرأ))) أو (((أمة إقرأ لا تقرأ)))
يا أخي إذا كنت أنت -يا من تردد مثل هذه الأقوال- لا تقرأ، فاحفظ ماء وجهك وأمسك كتاباً واقرأ!!! لا تعمم أبداً!!

هذا هو الإحساس الذي كان ينتابني كلما سمعت مثل هذه العبارات المحبطة - ولو أني كنت دائما أستخسر أن أضيع وقتي في مجادلة هؤلاء الناس- ولكنني هذه المرة عزمت على إثبات العكس، فما كان مني إلا أن فتحت Google Drive ثم فتحت صفحة لإعداد استبيان، كتبت أسئلة فأعددت استبيانا إلكترونيا، ثم نشرته في صفحتي في تويتر مساء يوم ٤ ديسمبر ٢٠١٣:

 الحمدلله، إلى اللحظة تجاوز عدد المشاركين ١٨٠٠ مشارك ، كل المعلومات حول الاستبيان ومستجداته موجودة في مدونة مختصة به فقط أسميتها أنا أقرأ ، شاركونا ، أتمنى أن نثبت للعالم أننا نقرأ! ونعمل بما نقرأ! ^.^

بالمناسبة، كتبت هذه التدوينة كمشاركة في مسابقة صغيرة في مدونة عبدالله المهيري.
----

*مصدر هذه المعلومات موقع http://www.tandemcity.info


أحب هذا النوع من التصوير

Chronicle of Metamorphosis
مصدر الصورة 


لأن هذا النوع من التصوير يعكس قدرة المصور على رؤية الجمال والتميز والإبداع في محيطه دون الحاجة إلى التكلف. 

بالمناسبة وجدت الصورة بعد أن تفاجأت بأن أحدهم وصل إلى مدونة أنا أقرأ عن طريق موقع كوري -- لاأعرف اللغة الكورية، ولكن يبدو لي أنه موقع اجتماعي للمصورين الكوريين، يربطونه بمواقعهم الشخصية أو صفحاتهم في فليكر، بمعنى أنه Database المصورين! 

إليكم الموقع:

http://kallery.net 

Wednesday 4 December 2013

استبيان أنا أقرأ ^.^