Tuesday 14 May 2013

عندما يعلمك طائر صغير دروسا في الحياة -١


دائما ما أردد:

 أنت لا تعرف اليوم الذي سوف تحتاج فيه إلى كتاب ما، فإذا كان في حوزتك، اتركه وأقرأ غيره إلى حين حاجتك إليه!

والآن، دعوني أسرد لكم قصة، أكدت لي أن المبدأ الذي ذكرته فيه الشيء الكثير من الصحة، ففي ظهيرة أحد الأيام تلقيت اتصالا من أختي لتستأذنني باستعارة قفص روزينا الرزينة، وهي ببغاء جالاه أسترالي سأكتب عنها لاحقا بإذن الله، أخبرت أختي أن القفص غير عملي إلا في حالة التنقل من مكان إلى آخر. ولكن فضولي كان قاتلا عندما أخبرتني أنها وجدت طائرا صغيرا في السن، كبيرا في الحجم ولا تعرف من أي نوع هو.

نزلت على الفور فتفاجأت بطائر ريشه أقرب إلى ريش الشاهين، كنا متأكدين من كونه بريا، ولكنها المرة الأولى التي نستقبل فيها هذا المخلوق في المنزل.  أول ردة فعل لي هي فتح الباب ومحاولة مسح رأسه، فبدأ بالهجوم والنقر على أصابعي، ضحكت لأنه كان صغيرا ولا يملك من القوة أن يؤلمني أو حتى أن يخيفني!


الطائر

بعد محاولات وقف على إصبعي -ونام!!! كان مستهلكا؛ بالمقارنة مع روزينا كان هذا الطائر خفيفا جدا، المهم أننا أدركنا أن علينا معرفة نوعه لنستطيع إطعامه، فقمنا أولا بنشر صوره على تويتر وإنستقرام، لم يعرفه أحد، وكل التخمينات كانت خاطئة،  فنظرت إلى من حولي وقلت، أنا أعرف أين سأجد الإجابة -ولم تكن الإنترنت هي المفتاح بل الكتاب!!-

أسرعت إلى مكتبتي وأحضرت كتاب  طيور الإمارات، ضحكت لأن هناك من أصر على أنني لن أنتفع بهذا الكتاب أبدا، أذكر جيدا أنني اشتريته من المجمع الثقافي خلال معرضهم السنوي يقام بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، كتاب بدرهم -وهو معرض يقام لبيع الفائض من منشورات المجمع الثقافي على العامة، وأذكر أن أعدادا هائلة من الباكستانيين كانوا يحملون الكتب في صناديق على رؤوسهم  ويهرولون بها إلى الخارج، كانت هذه لفتة جميلة من المجمع الثقافي الذي  أتمنى أن يكررونها .

دفتي كتاب طيور الإمارات وختم معرض كتاب بدرهم

المهم، أن الكتاب عبارة عن دليل لكل أنواع الطيور التي تعيش أو تمر على الإمارات في طريق هجرتها من جهة إلى أخرى، وهو مدعم بالصور والرسومات التعريفية كما ترون :

صفحة  من كتاب طيور الإمارات

بحثنا في هذا الكتاب على أمل أن نجد هذا النوع، فبدأنا أولا بالصفحات المصورة صورا فوتوغرافية، ولكننا لم نجد شيئا، ثم انتقلنا إلى الرسمات، فعثرنا عليه واكتشفنا أن هذا الطائر هو صغير الوقواق، كما عرفنا أنها أنثى لأنها بنية اللون، فالذكر منها يكون رماديا، والوقواق من الطيور المهاجرة -لابد أنكم قد سمعتم به في قصص وشعر العرب- ولكنني لم أعرف أنه هو صاحب السلوك المخيف، ولكن الحقيقة العلمية مرة ، وأجزم أنكم قد سمعتم بها أيضا ولكنني شخصيا لم أعرف بوجود هذا الطائر في البلاد-

لن أشرح تلك الحقائق، بل سأترككم مع هذا المقطع لتراقبوا تصرف أم الوقواق، ثم صغير الوقواق بعد لحظة ولادته مباشرة وهو مغمض العينين بلا ريش:

لمن يريد مشاهدة الحلقة كاملة  وبجودة عالية  ، الرابط موجود هنا

صغير الوقواق هذا علمني الكثير، من بينها ما ذكرته سابقا -وهو ألا تقلل من شأن أي كتاب موجود في مكتبتك فلا تعلم متى سينفعك، والثاني أنه أكد لي كذلك بأن الرزق مكتوب ولن تصدقوا ماحدث لي كي أطعم هذا الطائر، أما الأمر الثالث فهو ما لا يؤمن به الكثير ولكنه قوة  التخاطر وقدرة الإنسان على جذب الأشياء من حوله.
سأكتب عن النقطتين الثانيتين في تدوينتين منفصلتين كي لا أطيل عليكم.

1 comment:

  1. لفته جميلة. بانتظارك يامبدعه :)

    ReplyDelete